1558

0

الجزائر تفقد أحد أعلامها الشعرية في الجنوب.. وفاة الشاعر بشير قيطون

فُجعت الساحة الأدبية والثقافية في الجزائر عامة و منطقة وادي ريغ خاصة ، بخبر وفاة الشاعر بشير قيطون، أحد أبرز الأصوات الشعرية في الجنوب الجزائري، عن عمر ناهز 71 عامًا.

محمد الحسان رمون

وقد وُلد الفقيد في 2 يناير 1954 بـ تملاحت التابعة لبلدية تماسين بولاية توقرت، حيث نشأ وترعرع بين نخيل الجنوب وملامح الصحراء، التي شكّلت خلفية شاعرية ملهمة لأعماله.

اشتهر قيطون بموهبته الفريدة في إلقاء الشعر ارتجالاً، دون إعداد مسبق، وهي سمة نادرة في عالم الشعراء، مما جعله محط تقدير واسع من قِبل الجمهور والنقاد. رغم أنه بدأ قرض الشعر في مرحلة متأخرة من حياته، إلا أن نضج تجربته الحياتية ومخزونه الوجداني العميق شكّلا أساسًا قويًا لأعماله.


قبل احترافه الأدبي، عمل الفقيد لأكثر من أربعة عقود في ميدان التعليم، متنقلاً بين مدارس ولاية ورقلة وتوقرت، خاصة في مناطق مثل حاسي مسعود، الحجيرة، والطيبات. وكان لحضوره التربوي أثر بالغ في نفوس تلاميذه، كما ترك بصمة إنسانية لدى زملائه والمجتمع المحلي.

أصدر الشاعر عدة دواوين شعرية، من بينها "همسة شاعر"، الذي تناول فيه قضايا اجتماعية تمس المجتمع الجزائري، لاسيما في الجنوب. كما شارك في موسوعة "الشعر الجزائري" بديوانين، ونُشرت إحدى قصائده في مجلة ثقافية بريطانية، ما أتاح لشعره عبور حدود الوطن. ونال خلال مسيرته وسام التربية الوطنية، فضلاً عن 122 شهادة تقديرية من مؤسسات ثقافية ومهرجانات أدبية.

كان قيطون عضوًا فعّالاً في اتحاد الكتّاب الجزائريين فرع تقرت، وشارك في العديد من الملتقيات والمهرجانات الوطنية. كما أُجريت معه لقاءات فكرية وإعلامية عدة، أبرزها حوار مع المدون تيجاني سليمان موهوبي، تحدّث فيه عن تجربته التربوية والإبداعية.

من بين قصائده الخالدة، قصيدة "صلوا يا اللي حضار" التي تغنى فيها بحب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وقد لحّنها بنفسه. كما ألّف "القصيدة الغالية في وصف أعلام العالية" بمدينة تقرت. وكان أصدقاؤه قد فاجأوه بطباعة أحد دواوينه بعنوان "فرسان العشيرة"، في لفتة إنسانية عميقة أثّرت فيه كثيرًا.

برحيل الكاتب و الشاعر  بشير قيطون، تفقد الجزائر صوتًا صادقًا ووجدانًا شعريًا عبّر عن هموم الناس بلغة راقية، وتبقى ذكراه حيّة في قلوب محبيه وأرشيف الثقافة الوطنية.

نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويرزق أهله ومحبيه جميل الصبر والسلوان.

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services