52
0
الجزائر تدعو من مجلس الأمن إلى تعزيز الدبلوماسية الوقائية وتفعيل الشراكة مع منظمة التعاون الإسلامي
.jpeg)
دعت الجزائر، اليوم الخميس، إلى ضرورة تعزيز الدبلوماسية الوقائية بشكل كبير كوسيلة فعالة لاحتواء التوترات المتصاعدة ومنع نشوب النزاعات، وذلك خلال جلسة إحاطة عقدها مجلس الأمن الدولي لمناقشة التعاون بين الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي.
ماريا لعجال
وجاء هذا الموقف في كلمة ألقاها المندوب الدائم المساعد للجزائر لدى الأمم المتحدة، توفيق العيد كودري، الذي شدد على أن التحديات المتعددة والمعقدة التي تهدد الأمن والسلم الدوليين اليوم "تتطلب تعاونا أعمق وأكثر استراتيجية". وفي هذا الإطار، دعا إلى تعزيز القدرات في مجال الدبلوماسية الوقائية، لاسيما في دول الجنوب التي غالبًا ما تكون الأكثر تضررًا من تداعيات النزاعات.
واعتبر الدبلوماسي الجزائري أن القدرات التي تمتلكها منظمة التعاون الإسلامي في مجال الوساطة الإقليمية تمثل "مكسبًا ثمينًا ينبغي توظيفه على نحو أمثل"، مؤكدا على أهمية تكثيف التعاون في مجالات مكافحة الإرهاب، وحفظ السلام، وبناء السلام في مرحلة ما بعد النزاع.
وفي معرض حديثه، أبرز كودري التزام الجزائر، بصفتها عضوا نشطا في منظمة التعاون الإسلامي، بأهمية الشراكة التي تربط هذه الأخيرة بالأمم المتحدة، والمرتكزة على المبادئ المشتركة لميثاق المنظمة الأممية. كما شدد على "القيمة الاستراتيجية" لهذا التعاون، خصوصا في ظل تنامي الحاجة إلى آليات فعالة لتعزيز الحوار والتسامح، باعتبارهما ركيزتين أساسيتين لاستقرار المجتمعات.
واستحضر كودري السياق التاريخي لتأسيس منظمة التعاون الإسلامي سنة 1969، كرد فعل مباشر على الحريق الذي طال المسجد الأقصى، والذي وصفه بـ"الاعتداء الاستفزازي" على أحد أقدس الأماكن، معبّرا عن أسفه العميق لاستمرار معاناة الشعب الفلسطيني، الذي يواجه "التمييز والكراهية والحرمان الممنهج من حقوقه الأساسية"، على حد تعبيره.
كما جددت الجزائر، من خلال كلمته، تأكيدها على ضرورة احترام الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة والعيش بحرية وكرامة وأمن.
وفي سياق متصل، شدد الدبلوماسي الجزائري على أن "تعزيز الحوار بين الثقافات والأديان لم يعد ترفًا، بل بات ضرورة ملحة في عالم يشهد تصاعدًا في خطابات الإقصاء والكراهية". وأشاد في هذا الصدد بإعلان الأمم المتحدة يوم 15 مارس يوما دوليًا لمناهضة الإسلاموفوبيا، وكذلك بإنشاء منصب مبعوث خاص لمكافحتها، معتبرا أن هذه الخطوات تمثل "اعترافًا دوليًا بالحاجة إلى التصدي لجميع أشكال التمييز".
وختم كودري مداخلته بالتأكيد على أن الوقت قد حان "لضخ مزيد من الديناميكية والطموح في الشراكة بين الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي"، من أجل بلوغ الأهداف المشتركة المتعلقة بتحقيق السلام والأمن والتنمية المستدامة وصون الكرامة الإنسانية.