35

0

الجيش الوطني الشعبي.. درع الوطن، وأمان الأمة .. موضوع خطبة الجمعة لنهار اليوم

اعلنت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، أن خطبة الجمعة لنهار اليوم   07  صفر1477 تمحورت حول "الجيش الوطني الشعبي.. درع الوطن، وأمان الأمة".

ماريا لعجال

الوزارة الوصية وفي منشور لها عبر صفحتها الرسمية، الموسوم بصدى المنابر نشرت مايلي: 

"الخطبة الاولى:

الحمد لله القوي العزيز، ناصر المستضعفين، ومذل المعتدين، الحمد لله الذي أمر بحفظ الأوطان، والدفاع عن الديار، وجعل ذلك من أعظم القربات. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.أما بعد: عباد الله، أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله عز وجل، فهي وصيته للأولين والآخرين، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ﴾ عباد الله: في هذه الأيام المباركة، نحتفي في وطننا الحبيب بـ اليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي، هذا الجيش الذي نشأ من رحم الثورة التحريرية المباركة، وتغذّى من دماء الشهداء الأطهار، وتربّى على مبادئ الوفاء للأرض، والولاء للشعب، والالتزام بالواجب. وإن من نعم الله على هذه البلاد أن حباها بجيشٍ عقيدته الوطنية راسخة، وجاهزيته عالية، وسواعده مرابطة، وأياديه تمتد لتواسي شعبه في الكوارث، وتحرس الحدود ليلًا ونهارًا. عباد الله: لقد عظّم الإسلام مقام المرابطة والدفاع عن البيوت والبلاد، بل جعله من أعظم أنواع الجهاد، ففي الصحيحين عن النبي ﷺ أنه قال: "رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها"،وقال ﷺ: "عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله" فحماية الأوطان، وصيانة الأرواح والممتلكات، والوقوف سدًا منيعًا في وجه الأعداء، هي من مقاصد الشريعة، ومن دلائل الإيمان والرجولة، ومن أبواب التضحية والشهادة في سبيل الله. إن الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير المجيد، لم يحد يومًا عن عهده مع الوطن، بل أثبت في كل مرحلة من مراحل الجزائر المستقلة أنه الدرع الحامي، والحصن الواقي، والسند المنيع. لقد وقف سداً منيعاً أمام الأعداء، وحمى وحدة البلاد في أحلك الظروف، ومدّ يد المساعدة في المحن والكوارث، وكان في الصفوف الأولى في الدفاع عن حدود الوطن وأمنه واستقراره. وإن من الوفاء له، أن نقول لأفراده جميعا: جزاكم الله خيرًا، وأحسن الله إليكم، وبارك في سعيكم وسدد خطاكم. عملا بقول الحقّ سبحانه:﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَان)  أيها الأحبة، علينا أن نكون جميعًا صفًّا واحدًا، متماسكي القلوب، حريصين على وحدتنا، واعين لما يُحاك لأوطاننا من فتن ومؤامرات. فكل مواطن غيور، هو جنديّ في موقعه، يحمي بلده بإخلاصه، ويحرس قيمه بتماسكه، ويذود عن مؤسساته الوطنية بيقظته، اللهم احفظ جيشنا، ووفق قيادته، وارحم شهداءه، وبارك في أفراده وصفوفه، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم 

الخطبة الثانية: المحافظة على النِّعَمِ… وعيٌ وسلوكٌ حضاريّ

الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمٍ لا تُعدُّ ولا تُحصى، وعلّمنا الشكر، وحثَّنا على الرشد والتدبير، فقال في محكم التنزيل: ﴿ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا، إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِين ﴾ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد، عباد الله: فمن واجب المسلم أن يُدرك أن النعمة مسؤولية، وأن الاستعمال الرشيد لما وهبنا الله تعالى من خيرات هو من شكر النعمة، وقد قال سبحانه: ﴿ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ [إبراهيم: 7].
ومن أعظم هذه النعم في عصرنا: نعمة الكهرباء والماء والغاز، والتي يجب علينا جميعًا أن نحسن استخدامها، ونُرشِّد استهلاكها، خصوصًا في هذه الأوقات التي يزداد فيها الطلب عليها.
عباد الله، إننا اليوم نعيش فصل الصيف، حيثُ ترتفع درجات الحرارة، ويكثر استعمال الكهرباء، وكم من الأجهزة تشتغل دون حاجة، وكم من المصابيح تظل مضاءة نهارًا، وكم من التكييف يُشغّل بإفراط... وهذا ليس من الحكمة في شيء، بل هو إسراف مرفوض شرعًا، ومُكلِّف اقتصاديًّا وبيئيًّا. وعليه، فإننا ندعوكم -عباد الله- إلى الاستعمال الرشيد للكهرباء في بيوتكم ومؤسساتكم، وإلى تربية الأبناء والناشئة على ثقافة الاقتصاد، وعدم الإسراف في تشغيل الأجهزة، وأن نعلم أن الترشيد سلوك إيماني نبيل.
عباد الله لا بد أن تعلموا أن الغاز الطبيعي يُستخدم في إنتاج أكثر من 98% من الكهرباء في بلادنا وهو ثروة وطنية عظيمة، ليست مُلكًا فرديًّا بل هي أمانة في أعناقنا جميعًا. وكل استهلاك زائد للكهرباء هو استنزاف مباشر لهذا المورد النفيس، ومن هنا فإننا نُهيب بكم أن تتحملوا مسؤوليتكم في الحفاظ عليه، وتفادي إهداره، ورفع الوعي في محيطكم بأهميته. أيها الأحبة، ولا تقتصر دعوتنا على الاقتصاد وعدم التبذير في الكهرباء والغاز فقط، بل تشمل أيضًا الماء، هذه النعمة التي لا يستغني عنها إنسان، ومع ذلك فإن كثيرًا من الناس يبذرون الماء دون وعي أو مسؤولية، حتى في أمور الطهارة. وقد قال رسول الله ﷺ لسعدٍ بن أبي وقاص رضي الله عنه حين رآه يُسرف في الوضوء: "ما هذا السَّرَفُ يا سعد؟" فقال: أفي الوضوء سرفٌ؟ قال: "نعم، وإن كنتَ على نهرٍ جارٍ" فإذا كان الإسراف في الوضوء -وهو عبادة- منهيًّا عنه، فكيف بسواه؟!
عباد الله، علينا أن نكون قدوة في بيوتنا وأحيائنا، وأن نغرس في نفوس أبنائنا أن الاقتصاد في النعمة هو شكرٌ لله، وهو عونٌ على استدامتها، وهو سلوك حضاري ودينيّ في آنٍ واحد. فلنُحيِ في أنفسنا هذا المعنى، ولنكن حماةً للنعم لا مُبذّرين لها. اللهم اجعلنا من عبادك الرشيدين، ووفّقنا لشكر نعمك، وارزقنا حسن التدبير فيها، وبارك لنا في أرزاقنا وأوطاننا.
اللهم اجعل الجزائر آمنة مطمئنة، سخاءً رخاءً، وسائر بلاد المسلمين، وانصر اخواننا في فلسطين اشف مرضاهم واطعم جائعهم وتقبل موتاهم في الشهداء وانصرهم على دوك وعدوهم،اللهم أدم علينا نعمة الأمن، وألّف بين قلوبنا، ووحد صفوفنا، وادفع عنا كل شر وفتنة.
وصلّ اللهم وسلّم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين."

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services