402
0
الأسرى الفلسطينيون: المكانة والدور.. والمطلوب؟

بقلم: د. أسعد عبد الرحمن
في تصنيف المناضلين، يأتي الشهداء في المرتبة الأولى. وإن نحن اجتهدنا فيمن هم في المرتبة الثانية كأن نقول الجرحى في معركة استشهادية أو في معركة جهادية، يأتي الأسرى في المرتبة الثالثة. هنا نحن نضع الأسير في مكانه الطبيعي البارز. فإذا كان الشهيد يبلغ رسالته ويمضى مبقيا مضمون الرسالة بيننا، فإن الأسير يقبع في أكاديمية الأسرى في سجون الاحتلال نشطا متحديا مفكرا وسياسيا وطنيا. في يوم الأسير الفلسطيني الذي صادف السابع عشر من الشهر الجاري، ما زال الأسير الفلسطيني يكابد من قسوة الأسر في سجون الاحتلال ممثلة بالتعامل الهمجي في ظل ظروف لاإنسانية مع حرمانه المتواصل من الحياة الطبيعية وحريته، علاوة على المرضى منهم، ونخص بالذكر المعرضون دائما للإهمال الطبي وسياسة الإعدام البطيء، ناهيك عن المعتقلين الإداريين والأطفال الأسرى وغيرهم من المضربين عن الطعام. ويسجل الأسير الفلسطيني نموذجا لا يفهمه إلا الأحرار في العالم أجمع، إذ يتضمن سجلهم أحكاما مؤبدة وأمراضا خطيرة لا يتلقى لها العلاج، والتعرض أحيانا إلى أعتى صنوف التعذيب، إضافة إلى احتجاز جثامين الشهداء في ثلاجات الاحتلال، أي يعاقبون “الأسرى الشهداء”. والحال كذلك، نرى الشعب الفلسطيني موحد خلف الأسرى، ويحيي سنويا يومهم مؤكدا الإلتفاف حول قضيتهم، بل هو يحيي فعاليات في هذا اليوم أمام مقرات المنظمات الدولية، ويعلي صوته مطالبا بتضافر الجهود لتفعيل الملف أمام كل العالم. ومن هنا، يؤمن الشعب الفلسطيني أن قضية ملف الأسرى ثابت من الثوابت الوطنية السياسية، وركيزة أساسية في مرحلة الصراع وميزان القوى، لن تتوقف حتى تحريرهم. وجدير بالذكر أنه، منذ بداية العام الحالي 2023، شهدت الحركة الأسيرة أقسى مرحلة مرت بها منذ بدء الصراع الفلسطيني الصهيوني في ظل حكومة إسرائيلية هي الأشد تطرفا منذ نشأة الكيان الصهيونى، رغم تمكن الحركة الأسيرة، بصمودها ونضالها، من انتزاع عديد الحقوق وإسقاط ما أرادت مصلحة السجون الإسرائيلية ترسيخه. وفق أحدث وثيقة حول الأسرى الفلسطينيين، بلغ عدد المعتقلين الذين صدرت بحقهم أحكام بالسجن المؤبد (554) أسيرا، وأعلى حكم أسير من بينهم كان الشرف فيه لعبد الله البرغوثي ومدته 67 مؤبدا. وبلغ عدد شهداء الحركة الأسيرة (236) شهيدا وذلك منذ عام 1967، بينما يواصل الاحتلال اعتقال نحو (4900) أسير بينهم (31) أسيرة و(160) طفلا تقل أعمارهم عن 18 عاما. هذا، بالإضافة إلى أكثر من (1000) معتقل إداري بينهم (6) أطفال وأسيرتان. وحسب تقرير لهيئة شؤون الأسرى، بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني: “وصل عدد الأسرى الذين أمضوا أكثر من 20 عامًا إلى قرابة (400) أسير وهم ما يعرفوا بـ”عمداء الأسرى”، بالإضافة إلى العشرات من محرري صفقة “وفاء الأحرار” أعيد اعتقالهم عام 2014، وأمضوا أكثر من 20 عامًا على فترتين. (ونكرر) أن عدد الأسرى الذين صدرت بحقّهم أحكامًا بالسّجن المؤبد (554) أسيرا، وعدد شهداء الحركة الأسيرة بلغ (236) شهيدا وذلك منذ عام 1967، بالإضافة إلى مئات من الأسرى اُستشهدوا بعد تحررهم متأثرين بأمراض ورثوها عن السجون”. نعيد ونؤكد على المكانة الطبيعية والحقيقية البارزة للحركة الأسيرة، وعلى دورها وقدرتها على مواصلة تحديها لسجانيها والوقوف في وجه ممارسات الاحتلال وتحدي استمراريته. والحال كذلك، من حقهم علينا العمل على تدويل قضيتهم وبخاصة وأنهم باتوا أحد أكبر عناوين الكفاح والنضال الوطني الفلسطيني.
عائلة الأسير صدقي الزرو التميمي تحمل الاحتلال الصهيونى المسؤولية عن صحة وسلامة إبنهم.
طالبت شقيقة الأسير الإعلامية إكرام التميمي هيئة شؤون الأسرى والمحررين، والصليب الأحمر بزيارة محامي للأسير في سجن النقب الصحراوي، وعرضه على لجنه طبيه لتلقيه العلاج المناسب، نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد، حيث تم إخبارنا بأن إدارة السجون تعاقب الأسير التميمي في وضعه في زنازين العزل الإنفرادي. جدير بالذكر؛ بأن الأسير التميمي هو أحد قادة كتائب شهداء الأقصى فتح، والذي كان مطاردا من قبل الإحتلال الإسرائيلي، وحيث تم اعتقاله عام 2002، وهو من مواليد مدينة الخليل، ووالده جريح في الإنتفاضة الأولى عام 1987، وحيث ارتقى والده إلى جنات العلى وهو داخل السجون وحرم الأسير من إلقاء نظرة الوداع على والده، وكما توفيت شقيقته الكبرى وهو داخل الاسر، والأسير محروم من زيارة عدد من افراد العائلة، ووالدته لها عدد من الاعوام لا تستطيع زيارته بسبب ضعف نظرها من كثرة البكاء عليه وهي لا تستطيع المشي وتستخدم كرسي متحرك نتيجة لتعرضها للضرب على ظهرها من قبل مجندة إسرائيلية اثناء زيارة خاصة لها لإبنها الأسير صدقي قبل اعوام.
اللواء أبو بكر يحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الاسير قاسم مسلم
حمل رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر، حكومة الاحتلال الاسرائيلي وادارة سجونها، المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير قاسم مسلم والذي يمارس بحقه كغيره الكثيرين من الأسرى المرضى جريمة الإهمال الطبي المتعمد . وقال أبو بكر أن الأسير مسلم والقابع في "سجن جلبوع "يعاني من تشنجات عصبية في قدميه، وما زالت إدارة السجن رافضةً اعطائه إبرة خاصة لمعالجتها، ويعاني من ارتفاع في ضغط الدم وزيادة في نسبة السكر، وأوجاع دائمة في العمود الفقري، وكل هذه الأمراض أصيب بها أثناء وجوده داخل زنازين السجن . وطالب اللواء أبو بكر المجتمع الدولي الخروج عن صمته، والذي يعطي هذا الاحتلال كل المساحات لارتكاب المزيد من الجرائم بحق أبطالنا في السجون والمعتقلات، وأنه من الواضح أن كل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية لم يعد لها اي قيمة او وجود أمام ممارسات وجرائم هذا الاحتلال. تجدر الإشارة أن الأسير قاسم مسلم من سكان قرية تلفيت، جنوب شرق نابلس معتقل منذ 15-11-2000م ، يقضي حكماً بالسجن الفعلي مدة 30 عاماً ،وأمضى منها 23 عاما في السجون .
والدة الأسير وائل الجاغوب.. بصيص الأمل يلوح في وجدانها رغم طول الفراق
تقرير: وفاء أبو ترابي –نابلس-القدس
غصة في القلب تتجدد كلما تنظر والدة الأسير وائل نعيم الجاغوب إلى الصورة الوحيدة التي تجمعهما داخل أسوار السجن، فتتنهد وتغرق عيناها بالدموع.. يعتري قلبها الألم والحسرة عندما تتصوره في ذاكرتها خلف القضبان، وصبرها ينفذ من طول الانتظار داعية الله بالفرج القريب. وتتحدث أم وائل لـ"القدس" دوت كوم، عن فراقها لفلذة كبدها، الذي ينحدر من بلدة بيتا جنوب نابلس والمحكوم بالمؤبد في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بهمة وعزيمة عالية رغم عمق الشرخ في روحها.. مرة تبتسم ومرة أخرى تبدو عليها ملامح الغضب التي يركن خلفها حزن شديد. وتروي لنا تفاصيل اعتقال ابنها بنبرة يغسلها الأنين، قائلة: "وائل ذاق مرارة السجن مرتين، الأولى حينما كان عمره (16عاماً) في عام 1992 واستمرت فترة اعتقاله ستة أعوام، أنهى خلالها الثانوية العامة".وبعد ثلاث سنوات من تحرره -وفق أم وائل- أي في مطلع الانتفاضة الفلسطينية الثانية اعتقل ثانية بتاريخ 1/5/2001 ليحكمه الاحتلال الظالم بالمؤبد، وقد قضى منه (22 عاماً)، وذلك بعد أن أكمل دراسته في جامعة القدس المفتوحة ليحصل على درجة البكالوريوس في تخصص التسويق، فيما عمل منسقاً للمبيعات لدى صحيفة محلية. وبلهفة تتابع: "لم يكتفِ الاحتلال بحرماني من ابني حتى قام بمنعي من زيارته لمدة أربع سنوات متتالية، وحينها كنت أرسل أخوته الصغار وحدهم لزيارته في السجن، وبعد عناء طويل استطعت الحصول على تصريح الدخول، كما أنني تفاجأت في إحدى المرات التي ذهبت فيها لرؤيته بعدم سماح جيش الاحتلال بمروري حاجز الطيبة، وأخذوا مني التصريح دون سابق إنذار".وتتحدث أم وائل بحرقة عن الأيام والسنين التي تعيشها دون وائل قائلة: "صرت أتجنب بعض الأعمال الاعتيادية في المنزل لأنها تذكرني فوراً بابني وائل، خاصة إعداد بعض المأكولات التي كان يرغبها، كما أنني عندما أراه لا نتحدث بتفاصيل الحياة اليومية، فيقتصر حديثنا عن أحوال العائلة وماذا تغير بغيابه، حيث أن جميع أشقائه الأصغر منه سناً تزوجوا وأصبح لديهم أبناء، لم يتمكن من رؤية أحد منهم".وأضافت: "اقتربت ذكرى يوم مولده بتاريخ 23/5/1976، وقد جرت العادة سابقاً بأن تسمح لنا إدارة السجن بالتقاط صورة تذكارية سوياً، لكن نتيجة الإجراءات المجحفة بحق أبنائنا الأسرى لن أراه إلا خلف القيود التي تحول بيننا، ما ينغص عليّ فرحتي برؤيته بعد أن أُعاني الأمرين عندما يحين موعد كل زيارة".وكانت أجمل لحظة لا زالت تمكث في قلبها الرقيق عندما استطاعت أن تقابل ابنها الأسير لأول مرة دون قيود وحظيت بعناقه بضع دقائق معدودة، وذلك لأخذ صورة وحيدة معه منذ عدة أعوام، على حد قولها. وأكملت أم وائل حديثها حول ما تعرض له الأسير الجاغوب داخل زنازين الاحتلال قائلة: "بعد 20 عاماً عاشها وائل في السجون أٌعيد عام 2021 مجدداً إلى العزل الانفرادي حيث الظروف الجهنمية التي يعاني منها جميع الأسرى داخله، وحينها تأثرت صحته وأصيب بتقرحات في معدته نقل على اثرها للمستشفى، ثم بعد ذلك استقر وضعه الصحي".واردفت: "وبني خاض معركة الأمعاء الخاوية عدة مرات، وأمضى سبعة وعشرين يوماً في أطول إضراب له عام 2017، وبالتأكيد اختلطت المشاعر لدي عندما علمت بأن وائل دخل إضراباً مفتوحاً عن الطعام، وحينها لم أستطع معرفة أخباره، حيث تنقطع كل سبل التواصل معه، كما يتوقف برنامج الزيارات، فهذا الأمر ليس سهلاً علينا مطلقاً".وأصبحت أم وائل صوت ابنها خارج سجون الاحتلال، ولم تترك أي فعالية أو اعتصام للتضامن مع الأسرى إلا وشاركت فيه، لتكون السند الداعم له ورفاقه في الأسر، إيماناً منها بأهمية الدور الذي تقوم به، معتبرة ذلك أقل واجب يمكن أن تقدمه لإبنها ليبقى بصيص الأمل حاضراً رغم الألم الذي لم ينقضِ. وتحث أهالي الأسرى على المشاركة بجميع الفعاليات المساندة لأبنائهم في سجون الاحتلال، مؤكدة لهم أن كل فعالية تقام لها أثر كبير في نفوس أبنائهم وترفع من معنوياتهم، ما تجعلهم يشعرون بالبهجة الشديدة عندما يرونهم عبر الوسائل الإعلامية المتاحة في السجون.
ومن الجدير ذكره أن الأسير الجاغوب تنقل بين عدد من السجون الإسرائيلية حتى قبع مؤخراً في سجن جلبوع، ويمضي أيامه بالقراءة وكتابة المقالات حول الحركة الأسيرة، إلى جانب تأليف الكتب التي يروي فيها رحلة العذاب داخل الأسر، مجدِداً واجبه الوطني بهذه الأعمال الأدبية حتى أنه لقب بـ "أبو الحروف"، وبات من أدباء الحركة الأسيرة، وله عدة إصدارات منها: كتاب أحلام أسيرة، وكتاب التجربة الاعتقالية بالاشتراك مع الأسير كميل أبو حنيش.
رياض الاشقر:: ارتفاع اعداد سفراء الحرية الى (113) طفلاً
أكد الباحث "رياض الأشقر" مدير مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن عدد "سفراء الحرية" وهم أبناء الأسرى الذين انُجبوا عبر عمليات تحرير النطف خارج السجون، ارتفع الى (113) طفلاً، بعد أن رزق الأسير مالك حلس" بتوأم اناث. وقال" الأشقر" أن صراع البقاء لا يزال مستمراً داخل السجون، وكل حين يسجل الاسرى انتصارات جديدة على السجان ويبدعون في إيجاد السبل الكفيلة بخلق سفراء جدد للحرية من قبور الزنازين رغم إجراءات الاحتلال الأمنية الذي تحاول منعهم، وكان آخر من أبصر النور من عتمات السجون توأم اناث أطلق عليهما (ماسة، سارة) أبناء الأسير "مالك احمد سالم حلس "من سكان الشجاعية شرق مدينة غزة. وأوضح " الأشقر" أن الأسير "مالك حلس" اعتقل في الثاني من أغسطس للعام 2008، وأصدرت بحقه محكمة الاحتلال حكماً بالسجن الفعلي لمدة 20عاماً، بتهمه المشاركة في عمليات للمقاومة وهو متزوج ولديه ابنين وهما " طارق واحمد " وبذلك يصبح لديه أربعة أبناء اثنين من الذكور واثنين من الإناث. وخلال سنوات اعتقاله حصل الأسير "حلس" على شهادة الثانوية العامة والتحق بجامعة الأقصى لدراسة البكالوريوس في التاريخ، وكان حرم من زيارة عائلته لأكثر من 6 سنوات متواصلة، ولم تستطيع العائلة زيارته سوى مرتين منذ اعتقاله قبل 15 عام. وأشار "الأشقر" الى أن أول من طرح فكرة "تحرير النطف" هو الأسير عباس السيد، المحكوم بـالسجن المؤبد 35 مرة و100 عام، وتمت مناقشتها داخل السجون بين الاسرى لفترة طويلة، حتى تهيأت الظروف لتنفيذ الفكرة على ارض الواقع، ويُعتبر الأسير "عمار الزبن" أول من خاض غمار تلك التجربة عام 2012 ورزق بأول مولود عبر النطف في أغسطس من نفس العام، أطلق عليه اسم "مهند".وشكّل هذا النجاح دافعا للأسرى الآخرين لخوض ذات التّجربة في سبيل استمرار الحياة، مما فتح الباب أمام العشرات من الأسرى ليحذو حذوه، وتصاعد العدد تدريجياً إلى أن وصل الى (74) اسيراً، أنجبوا (113) طفلاً، بينهم 26 حالة توائم وبعضهم كرر التجربة أكثر من مرة. واعتبر الأشقر أن عمليات تحرير النطف شكلت تحدياً حقيقياً للاحتلال الذي يحاول قتل كل معاني الحياة وروح الأمل في نفوس الاسرى الذين بدورهم اعتبرها انتصاراً معنوياً كبيراً، وتعبيراً عن إرادة فولاذية ي وأمل في الحياة لا ينقطع أو يتراجع، وتجاوز لكل القضبان والحدود رغم قسوة السجان وظروفه القاهرة.
مركز فلسطين:900 حالة اعتقال خلال نيسان بينهم 120 طفلاً و17 سيدة
قال مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن سلطات الاحتلال صعدت بشكل كبير خلال الشهر الماضي من حملات الاعتقال بحق الفلسطينيين، حيث رصد المركز (900) حالة اعتقال خلال نيسان/ ابريل بينهم 120 طفلاً، و17 سيدة. وأوضح "مركز فلسطين" في تقريره الشهري حول الاعتقالات أن الاحتلال صعد خلال الشهر الماضي من سياسة الاعتقال بحق الفلسطينيين وخاصة في مدينة القدس، حيث اعتقلت 440 مواطناً في ليلة واحد خلال اقتحام المصلى القبلي بالمسجد الأقصى وأفرجت عن غالبيتهم بشرط الإبعاد عن البلدة القديمة والمسجد الأقصى. وأشار "مركز فلسطين" الى أن حالات الاعتقال من مدينة القدس احتلت النصيب الأكبر بنسبة بلغت ما يزيد عن 75% من إجمالي الاعتقالات، بواقع (660) حالة اعتقال بينهم نساء وأطفال، إضافة الى إصدار مئات أوامر الإبعاد والحبس المنزلي والاعتقال الإداري بحق مقدسيين. بينما اعتقلت قوات الاحتلال خلال شهر نيسان الماضي 7 مواطنين من قطاع غزة، بينهم 4 صيادين، أفرجت عن 3 منهم في اليوم التالي، وأفرجت عن الرابع بعد أسبوع، اضافة الى اعتقال 3 شبان بعد اجتيازهم الحدود شمال وجنوب القطاع.
اعتقال الأطفال
مدير المركز الباحث "رياض الأشقر" قال إن الاحتلال صعد خلال شهر نيسان الماضي من استهداف الأطفال بالاعتقال والحبس المنزلي وفرض الغرامات المالية، حيث رصد (120)، حالة اعتقال لقاصرين، منهم 65 فتى تم اعتقالهم خلال اقتحام المسجد الأقصى منتصف شهر رمضان. بينما استدعت شرطة الاحتلال الطفل المقدسي "محمد إبراهيم العباسي" الذي لم يتجاوز عمره 6 سنوات فقط للتحقيق في مركز الشرطة بحجة امتلاكه لعبه بلاستيك على شكل مسدس. وحولت محاكم الاحتلال ثلاثة قاصرين الى الاعتقال الإداري وهم "يحيى الريماوي" 17 عاماً من رام الله، و "قاسم حوامدة" ١٧ عاماً من الخليل و "جمال عادى" 17 عاماً من الخليل بينما جددت الإداري للمرة الرابعة للفتى جهاد بني جابر (17 عاماً) من نابلس لمدة 4 أشهر إضافية.
اعتقال النساء
وأشار الأشقر الى ان حالات الاعتقال بين النساء بلغت (17) سيدة وفتاة، بينهن الفتاة "روضة أبو عجمية " من مخيم الدهيشة، وأصدر الاحتلال بحقها قرار اعتقال ادارى، كما اعتقل الشابة أسماء أبو تكفه من رهط بالنقب بزعم محاولة تنفيذ عملية طعن في القدس، واعتقل الشابة رحمة مناصرة (20 عامًا) على حاجز قلنديا العسكري شمال القدس. كما اعتقل المرابطات خديجة خويص، و هنادي حلواني ونفيسة خويص بالقرب من باب الأسباط. واقتادتهن إلى مركز شرطة القشلة وأفرج عنهم مقابل حبس منزلي 5 أيام والإبعاد عن البلدة القديمة 15 يوماً، والشابة المقدسية آلاء الصوص من بيت حنينا وافرج عنها بشرط الحبس المنزلي ومنع استخدام شبكات التواصل. كما اعتقل الشابّة التركية "أوزغيجان موتلو" (24 عاماً) قرب باب الرحمة في المسجد الأقصى ونقلها الى مركز تحقيق القشلة وافرج عنها بعد ساعات شرط الإبعاد عن المسجد الأقصى لمدة أسبوع. كما اعتقل السيدة عائشة مصطفى ذياب من مدينة رام الله أثناء تواجدها في المسجد الأقصى المبارك، وأفرج عنها بكفالة في اليوم التالي، واعتقل الفتاة هدير عيد، أثناء تواجدها مع خطيبها قرب إحدى بوابات المسجد الأقصى.
اعتقالات القدس
وأشار الأشقر الى ان حالات الاعتقال بحق المقدسيين خلال نيسان وصلت الى أكثر من (660) حالة بينهم حوالي (440) تم اعتقالهم في ليلة واحد بعد اقتحام المسجد الأقصى المبارك وقمع المعتكفين بداخله، حيث أفرج عن غالبيتهم بشرط الإبعاد عن الأقصى والبلدة القديمة في القدس، بينما أبقي الاحتلال على اعتقال 47 منهم تم تحويلهم إلى مركز المسكوبية. ومن بين المعتقلين من القدس أكثر من 85 قاصراً، بينهم الفتى الجريح عمر إبراهيم أبو ميالة 15عاماً من سلوان والذى اعتقل بعد اطلاق النار عليه من مستوطن واصابته بجراح، بينما اعتقلت 12 سيدة من القدس بينهم زوجة الشهيد حاتم أبو نجمة من بلدة بيت صفافا جنوب غرب القدس منفذ عملية الدهس بالقدس وأطلق سراحها بعد التحقيق لساعات. بينما أصدرت محاكم الاحتلال خلال نيسان ما يزيد عن 500 امر ابعاد غالبيتها عن المسجد الأقصى المبارك ومحيطه، وأصدرت 55 أمر حبس منزلي منها 20 أمر استهدفت قاصرين، وأربعة بحق نساء، فيما أصدرت 7 أوامر اعتقال إداري بحق أسرى مقدسيين.
الأوامر الإدارية
وكشف الأشقر ان محاكم الاحتلال صعدت من إصدار الأوامر الإدارية بحق الاسرى، حيث أصدرت محاكم الاحتلال (265) قرار ادارى خلال نيسان من بينها (157) قرار تجديد اعتقال إداري لفترات أخرى تمتد ما بين شهرين إلى 6 شهور، ووصلت الى (5) مرات لبعض الأسرى، بينما (108) قراراً صدرت بحق أسري للمرة الأولى، غالبيتهم أسرى محررين أعيد اعتقالهم مرة أخرى وصدرت بحقهم أوامر اعتقال إداري لفترات مختلفة. ومن بين من صدرت بحقهم قرارات اعتقال إدارية الاسيرة "روضة أبو عجمية" من مخيم الدهيشة لمدة 4 شهور، إضافة الى أربعة قاصرين.
كيان الاحتلال الصهيوني يكبل الصحافة بالأغلال ويقيد الصحفيين بالأصفاد
كتب: عبد الناصر فروانة
ان استهداف وسائل الاعلام المختلفة واعتقال الصحافيين الفلسطينيين لم يتوقف يوما مضى، لكنه تصاعد منذ اندلاع انتفاضة القدس في اكتوبر2015، وقد رصدنا ووثقنا مئات الانتهاكات بحقهم من احتجاز واعتقال، وضرب واعتداء واقتحام البيوت واغلاق مؤسسات اعلامية ومصادرة معدات وأجهزة، بالإضافة الى ملاحقة واستدعاء وتقييد حركة الكثير من الصحفيين ومنع آخرين من السفر.
ان هذا الاستهداف طال أيضاً مئات نشطاء "الفيسبوك" الذين عبّروا عن آرائهم ببضع كلمات أو نشروا صورا على صفحات التواصل الاجتماعي لشهداء سقطوا بفعل جرائم الاحتلال، سعياً لقمعهم آرائهم والانتقام منهم وبث الخوف في نفوسهم وتكميم أفواههم، والتأثير على توجهاتهم وطبيعة اهتماماتهم، وحرف أقلامهم الحرة وحجب الحقيقة التي تلتقطها عدسات كاميراتهم، وتحييدهم أو تغييبهم قسرا عن القيام بمهامهم المهنية والانسانية. وفي الوقت الذي نسجل فيه جل احترامنا وتقديرنا لكل الاعلاميين، ونشيد بدورهم الوطني بشكل عام ووقوفهم لجانب قضية الأسرى بشكل خاص فإننا نحثهم للمضي قدما في نقل الحقيقة وتسليط الضوء على جرائم الاحتلال، كما وندعو الاتحادات الدولية ذات الاختصاص بالإعلام والصحافة وكافة العاملين في وسائل الاعلام والمدافعين عن حرية الرأي والتعبير الى التحرك الجاد نصرة لزملائهم القابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وتوفير الحماية للصحفيين الفلسطينيين ولكل العاملين في مجال الصحافة والإعلام في الأراضي الفلسطينية. يذكر أن العالم يحتفل في الثالث من آيار/مايو من كل عام باليوم العالمي لحرية الصحافة لتعريف العالم بحرية التعبير وكذلك لتذكيرهم بالعديد من الصحافيين الشجعان الذين آثروا الموت أو السجن في سبيل نقل الحقيقة وتزويدهم بالأخبار، وقد قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإعلان عن هذا اليوم العالمي في عام (1993)، وذلك بعد التوصية التي اعتمدتها الدورة السادسة والعشرون للمؤتمر العام لليونسكو في عام 1991. عبد الناصر فروانة: أسير محرر، ومختص بشؤون الأسرى، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني، ورئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وعضو لجنة إدارة هيئة الأسرى في قطاع غزة. ولديه موقع شخصي اسمه: فلسطين خلف القضبان.