357
0
الإعلام الصهيوني وقلب الحقائق ونشر الأكاذيب

بقلم: جلال نشوان
ارتشفت القهوة مع صديقي الذي بدأ حديثه عن الإعلام الصهيوني الذي يمتلك امكانيات هائلة موجهة دائما لخدمة السردية الرسمية الصهيونية ، تلك السردية المبنية على قلب الحقائق ونشر الأكاذيب
أتذكر عندما استشهدت الزميلة الخالدة شيرين أبوعاقلة ، حيث أدار المطبخ الصهيوني الحدث ببث الافتراءات والأكاذيب
وأتذكر عندما ، نشرت وسائل إعلام صهيونية وغربية روايات مضللة حول ملابسات الحادث، محاولة تحميل المسؤولية للشعب الفلسطينى، قبل أن تثبت التحقيقات المستقلة تورط القوات الصهيونية
ومما يؤكد ذلك ...
الناطق باسم الجيش الصهيوني(دانيال هاغاري) في مؤتمر الأمن الإعلامي عام 2024، قال:
جزء من المعركة هو من يكتب الرواية أولًا، ومن يُقنع العالم أن عبورنا ضروري
المطبخ الصهيوني يستخدم صور أطفال في مواقع قتال أخرى في المنطقة وقد شهدنا استخدام صور أطفال سوريين في سياق هجمات على غزة لتعزيز سردية "الضحية الصهيونية الإعلام هنا يصبح أداة عبور لاحتلال الرأي العام العالمي، حيث يُحوّل القاتل إلى ضحية،
وللأسف هناك بعض الفضائيات التي يمارس التضليل وقلب الحقائق،ليلتحق بقطار الأقلام الصفراء التى تهوى إيذاء الكفاح الفلسطينى وتشويه مسيرته لأغراض شخصية وكيدية الامر الذى يتنافى مع أبسط قوانين الأعراف الصحفية وحقوق الإنسان
نفسيات مريضة ومنحرفة نفسيا تعشق التدمير والخراب ،تنم عن عقلية مريضة ،لا هم لها إلا الإثارة ولفت الانتباه إلى الذات المنحرفة التى نمت وترعرت على الحقد والكراهية
ولأنها لا تقدم الاخبار بشفافية ومصداقية وأخلاقية وغير مهنية ....تهدف بالمقام الاول إلى التهويل والتضخيم لجذب القراء وتحقيق الانتشار الواسع
تحديات كبيرة تواجه الإعلام الرسمي الفلسطينى ومجابهة السردية الصهيونية
وفي عام 1948 انصبت جهود الرواية الصهيونية في تسويق الأباطيل والزيف والكذب على العالم ، وللأسف ساعدها على ذلك تبني الفكر الغربي الاستعماري، الذي سخر كافة وسائله الاعلامية لنشر الرواية المبنية على الافتراء في أكبر مؤامرة عرفها التاريخ المعاصر
لقد أقامت دولة الكيان الغاصب روايتها على انها تتويجاً (لحركة انبعاث قومي لشعب يمتلك معها صلات تاريخية وثيقة ) !!!!وان العرب هم المبادرون الى حرب 48 ، وهم الذين رفضوا قرار الأمم المتحدة ، لذا كانت الحرب واقامة دولة يهودية محاولة يائسة من اليهود للدفاع عن أنفسهم ضد المبادرة الهجومية العربية ، ومن ضمن الرواية الكاذبة أن القيادات العربية هي من تسببت في فرار الفلسطينيين من فلسطين ،على الرغم من المحاولات الاسرائيلية التي حاولت منعهم من ذلك وطلبت منهم البقاء في اماكنهم ...
الرواية الصهيونية محض كذب و افتراء من قبل الصهيونية وتشويه متعمد للنكبة، ويبقى السؤال لماذا ساهم الفكر الغربي في نشر الرواية المزيفة ؟ !!
لقد كانت المؤامرة ان تبقى دولة الاحتلال الغاصب في المنطقة لرعاية مصالح الدول الاستعمارية، لاستعمار الدول العربية ونهب خيراتها وتبقى شرطي المنطقة، لذا أمدوها بكافة مقومات القوة لتكون قاعدة لانطلاق العدوان لقد كان جوهر فكرة الصهيونية يتمثل في اعلان اقامة دولة "إسرائيل" في 14/أيار /مايو 1948 والتي تبدأ بأن الشعب اليهودي في ما يسمى "ارض إسرائيل" وفيها اكتملت هويته الروحانية والدينية والسياسية ، وفيها عاش لأول مرة في دولة ذات سيادة، انتج قيمه الثقافية والقومية والانسانية واورث العالم اجمع كتّاب الكتب الخالد ، وعندما اٌجلى الشعب اليهودي عن بلاده بالقوة حافظ على عهده لها وهو في بلاد المهجر ولم ينقطع عن الصلاة والتعلق بأمل العودة !!!!
وبدلا من تكون الصحافة الحرة والشريفة مهمتها جمع الاخبار وتحليلها والتحقق من مصداقيتها قبل تقديمها لخلق مواطن مثقف ومطلع على ما يدور حوله
وإظهار قضايا المواطنين والتركيز عليها لما يصب فى المصلحة العامة وكذلك توفير المعرفة بهدف خلق رأى عام بناء وايجابى لخدمة قضايا المجتمع وتطويره
تحمى الصحافة المجتمع من اى شيء يساهم فى ايذائه وتشويه من أفكار هدامة وسلوكيات منحرفة ومشبوهة تهدف إلى زعزعة الاستقرار والنيل من مقدراته
نواجه احتلال مجرم يخطط ليلا ونهارا لتدمير كل مناحى حياتنا، لذا تحتاج إلى حماية جبهتنا الداخلية من عبث العابثين، وذلك بالصحافة الحرة الشريفة وبالقلم الذى يوظف نفسه لخدمة المواطن اى كان
الفضائيات المأجورة وما تنفث به من سموم تنال من الكل الفلسطينى ،وحيويته ومقدراته وصموده وعطائه ،لذا يجب الوقوف أمام التحديات بقوة لعرض السردية الفلسطينية المبنية على العدل ، تلك السردية التي باتت تقنع العالم أجمع بقوتها وصدقها وطهارتها
انها أعدل قضية عرفتها البشرية