1012

0

اختناق في بوزينة "صور من الجحيم".. دخان النفايات يفتك بالمواطنين، وضمير المسؤولين في عطلة!

 

ضياء الدين سعداوي

في مشهد يختزل المأساة البيئية والإستهتار الإداري، تعيش بلدية بوزينة التابعة لولاية باتنة على وقع أزمة خانقة، بسبب تصاعد دخان النفايات المحروقة في المفرغة العمومية التي تتوسط النسيج العمراني، مثيرةً موجة غضب واحتجاجات بين سكان المنطقة وجمعيات المجتمع المدني.

"إنها صور من الجحيم!"، بهذه العبارة وصف مواطنون الوضع الراهن في بلدية بوزينة، حيث بات الهواء مشبعًا بالدخان السام المتطاير من حرق النفايات، في عزّ الصيف وتحت درجات حرارة مرتفعة تفاقم من معاناة السكان، وتهدّد حياة الأطفال وكبار السن، وتزيد من احتمالات الإصابة بأمراض تنفسية مزمنة، في مقدمتها سرطان الرئة.

 

 

"صرخة من عمق الألم"... بيان استنكار وتنديد

جمعيات وفعاليات المجتمع المدني ببوزينة لم تقف مكتوفة الأيدي، فقد رفعت بيانًا استنكاريًا شديد اللهجة إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي، تشجب فيه التدهور البيئي والصحي الناتج عن حرق المفرغة وسط الكتلة السكنية، مؤكدةً أن الوضع تجاوز حدود الخطر، "وبات يهدد صحة المواطنين بشكل مباشر"، وفق ما جاء في البيان.

وذكّر البيان أن هذه الكارثة البيئية مستمرة منذ أكثر من سنتين دون أن تتخذ الجهات المعنية أي إجراءات ملموسة، رغم المطالب المتكررة والنداءات المتواصلة من السكان والمجتمع المدني.

الأوطان لا تموت بالحروب.. بل بخيانة ممثليها!


في تصريح للموقع الإخباري "بركة نيوز"، قال نذير بومعراف، رئيس المكتب البلدي لأكاديمية المجتمع المدني:
"الأوطان لا تموت من ويلات الحروب، لكنها تموت من خيانة ممثليها ،بلدية بوزينة تختنق، ومواطنيها يستغيثون، والدخان يقتلنا في صمت".

وتساءل بمرارة: "أين دور المنتخبين الذين يتقاضون أجورًا؟ لماذا هذا الصمت المطبق؟ عندما تحاور أحدهم، يجيبك بكل برودة: 'أنا خاطيني'! أين الضمير؟ وأين ثقة الشعب التي وُضعت فيهم؟".

وأكد بومعراف أن سكان بوزينة، عبر جمعياتهم ومبادراتهم الشعبية، طرقوا كل الأبواب، من البلدية إلى مصالح الولاية، بل حتى مكتب الوالي نفسه، دون أن يُحرّك الملف نحو الحل، رغم مضي سنتين من المطالب المتكررة.

 

   

ردّ البلدية: جامعو البلاستيك هم السبب


رئيس بلدية بوزينة، لزهر فاتح، أكد في حديثه لـ"بركة نيوز" أن سبب اشتعال النيران في المفرغة العمومية يعود إلى ما وصفه بـ"الفرز العشوائي للنفايات" الذي يقوم به بعض جامعي البلاستيك، والذين يعمدون إلى إشعال النيران من حين لآخر لأغراضهم الخاصة.

وأضاف فاتح أن مصالح البلدية قامت بتعيين موقع بديل للمفرغة العمومية، بعيدًا عن المناطق السكنية، مشيرًا إلى أنه من المنتظر تحويلها في أقرب الآجال، وتحديدًا خلال الأسبوع المقبل(يوم الإثنين على أقصى تقدير)، بعد الانتهاء من فتح المسلك الذي يؤدي إلى الموقع الجديد.

مطالب السكان: "إنقاذ عاجل.. لا وعود مؤجلة"


البيان الإستنكاري طالب السلطات المحلية والمصالح المعنية بالتدخل الفوري عبر جملة من المطالب:

النقل الفوري للمفرغة إلى موقع بديل يراعي السلامة البيئية إلى جانب فتح تحقيق بيئي وصحي لتحديد حجم الأضرار والمسؤوليات ، كما أكد على تنظيم حملة تطهير شاملة وردم المفرغة الحالية في أقرب وقت ممكن.

ورغم وعود رئيس البلدية، إلا أن المواطنين، بحسب تصريحات نذير بومعراف، "فقدوا الثقة في الحلول المؤجلة"، مؤكدين أن الوضع يتطلب تحركًا عاجلًا، لا تسويفًا بيروقراطيًا.

إلى متى؟

يبقى السؤال الأهم، إلى متى ستظل بلدية بوزينة رهينة للإهمال البيئي والصمت الإداري؟ يقول نذير بومعراف، مضيفا في ذات السياق : كيف يمكن الحديث عن تنمية محلية ومشاريع مستقبلية، في وقتٍ يُحاصر فيه المواطنون بدخان النفايات، ويموتون ببطء على مرأى ومسمع الجميع؟

أبناء بوزينة لم يطلبوا المستحيل، بل فقط هواءً نقيًا يقيهم من سرطان الرئة، وحقًا بسيطًا في العيش بكرامة على أرضهم... فهل من مجيب؟

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services