1622
0
ابتسامة خواكين فينيكس،"الجوكر"...
.jpg)
نص / د. إيهاب بسيسو
أنا جثة منسية
ولي كامل الحق
في اتخاذ القرار المناسب
في اختفائي وتحللي
أو عودتي من الفضاء
شبحا يطارد القتلة
في الكوابيس...
صادَفتُ ليلة أمس
كلباً جائعاً
وللمفارقة كان قد التهم ذراعي
منذ أسبوع تقريباً...
يبدو أنه نسي ذلك تماماً
المسكين ظن أنني غيري؛
مجرد جثة مجهولة أخرى
في بقايا طرقات المدينة...
[الجثث متشابهة في حدقات الكلاب]
غير أنه انتفض فجأة
وجحظت عيناه الضيقتان
حين عصَرتُ عنقَه
بقبضةٍ خفيةٍ...
مستعيداً ذراعي المبتورة
من جوفه المتخمم بالجثث...
انطلق بعدها، ينبح في العتمة:
كمن يصرخ مذعوراً:
رأيت شبحاً، رأيت شبحاً...
لا يهم...
الأهم أن ذراعي قد عادت لي
وأنني قد أحتاج لبعض الوقت
كي تسترد وظيفتها القديمة
في كتابة يوميات الجثث المنسية...
وتعشيب حقول الوقت
من شظايا القذائف
والهواء الملوث بالضجيج...
اليوم ظهراً
أربَكتُ طمأنينة الجنود
حين مرت الدبابة
مرة أخرى فوق جسدي
تظاهرتُ بموت ديناصوري
(متحجر)...
وأنا أرى بقاياي المتيبسة
تمضغها جنازير الدبابة (ثانية)
فتعلق بين نتوءات الفولاذ
مثل بقايا لحم غير مفروم
بما يكفي لإتمام الفناء...
ثم ابتسمت ابتسامة خفية
تشبه ابتسامة (خواكين فينيكس)
في فيلم (الجوكر)...
وأنا أعد نفسي لزيارتهم في الليل
مستعيداً أشلائي من حدقاتهم
واحداً، واحداً...
اللوحة للفنان وديع خالد