ترسيخا لثقافة الاعتراف برموز الفن الجزائري، أعلن المسرح الوطني الجزائري "محيي الدين بشطارزي" عن نتائج مسابقة "أحسن لوحة فنية حول أعمال الفنان عبد القادر علولة"، التي حملت طابع الوفاء لإرث مسرحي خالد شكل حجر أساس في المسرح الجزائري المعاصر.

الحاج شريفي

المسابقة شهدت مشاركة نخبة من الفنانين التشكيليين من مختلف ولايات الوطن، قدموا لوحات فنية استلهموها من أعمال علولة المسرحية، في مزج لافت بين الجمال البصري والدلالات الرمزية، عكس وعيا فنيا عميقا بأهمية علولة كمرجع ثقافي وفني في الذاكرة الوطنية.

لجنة تحكيم متخصصة أشرفت على تقييم الأعمال المشاركة، وعبرت عن إعجابها الكبير بالمستوى الفني الرفيع للمتسابقين. وجاءت النتائج النهائية على النحو الآتي:

 المرتبة الأولى: هشام بلحاميتي، عن لوحته "لحظة إبداع" المستوحاة من مسرحية "أرلوكان خادم السيدين"، حيث تمكن من توظيف عناصر الحركة واللون لإبراز اللحظة المسرحية في بعدها الرمزي.

المرتبة الثانية: الشيخ ساهد، عن لوحته "التفاحة"، التي عكست أجواء العرض المسرحي بذات الاسم، مقدّمًا عملا بصريا متوازنا بين البساطة والتعبير الرمزي.

 المرتبة الثالثة: شيخ سهول، عن لوحته "عبد القادر علولة"، التي قدمت صورة بورتريه فنية للفنان، حاملة بين طبقاتها عمقا وجدانيا وتقديرا رفيعا لمسيرته.

إدارة المسرح الوطني عبرت عن امتنانها لجميع المشاركين الذين أسهموا في إنجاح هذه المبادرة، مؤكدة أن هذه الأعمال تعكس حيوية الساحة التشكيلية في الجزائر وتفاعلها الخلاق مع رموز المسرح الوطني.

من المرتقب أن تعرض اللوحات الفائزة في معرض خاص تحتضنه قاعات المسرح الوطني خلال الأيام المقبلة، على أن يتم إعلام الفائزين رسميا لتكريمهم وتسليم جوائزهم في حفل فني رمزي.

مسابقة "أحسن لوحة فنية حول أعمال عبد القادر علولة" تمثل مبادرة نوعية تبرز تلاقح الفنون المختلفة، وتؤكد قدرة التشكيل على ترجمة النص المسرحي إلى صورة بصرية مفعمة بالحياة. كما تجسد رؤية المسرح الوطني في ربط الفن المعاصر بالذاكرة المسرحية الجماعية، وإحياء الإرث الفني برؤى جديدة تلائم روح العصر.

عبد القادر علولة، المسرحي المبدع، ترك بصمات خالدة في الوجدان الجزائري، من خلال أعماله التي مزجت بين البساطة والعمق، والسخرية الهادفة والطرح الاجتماعي الواعي، ليبقى مصدر إلهام لا ينضب للأجيال القادمة.