299
0
عمال فلسطين معرضون للإبادة والعقوبات الجماعية الإسرائيلية

يحل يوم العمال العالمي هذا العام والعمال في فلسطين يعيشون أسوء الظروف الانسانية بسبب انتهاكات وجرائم وعدوان الاحتلال الإسرائيلي التي تسبب في مفاقمة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في فلسطين، وسط غياب السياسات الحكومية الفاعلة لمعالجة الانهيار المتسارع في سوق العمل.
فقد أدت حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة الي استشهاد وجرح الالاف من العمال وتدمير معظم القطاعات الاقتصادية والزراعية والتجارية والسياحة والخدمية وانتشار البطالة والفقر المدقع في أوساط العمال الذين فقدوا مصادر رزقهم وأعمالهم.
حيث فقد سكان القطاع أكثر من نصف مليون فرصة عمل لتصبح مئات الالاف من العائلات مشردة بلا أي مصدر رزق يعيشون في خيم النزوح ومراكز الايواء جراء تدمير منازلهم أماكن عملهم يعتمدون على المساعدات مفتقدين لكافة الخدمات الإنسانية والصحية جراء تدمير المرافق الخدمية والمستشفيات والمدراس والجامعات وباتت حياتهم وحياة أبنائهم على المحك يعانون من المجاعة الحادة، جراء منع دخول المساعدات الإنسانية لأكثر من 60 يوميا في ما يهدد حياتهم ومستقبلهم ومستقبل عائلاتهم .
فيما ألقت جرائم الاحتلال الإسرائيلي والعدوان المتواصل في الضفة الغربية بطلالها على العمال من حيث تراجع الناتج الاجمال المحلي الفلسطيني لأكثر 28% ، و فقدان اكثر 250 الف فرصة عمل في الضفة الغربية جراء منع الاحتلال لعمال الضفة من التوجه الي عملهم وتدمير بعض المنشأت التجارية في المناطق التي توغلت بها قوات الاحتلال إضافة الى مصادرة الأراضي الزراعية واعتداءات المستوطنين وتقطيع اوصال الضفة الغربية في مواصلة لنهج وسياسات الاحتلال الرامية لتدمير أسس بناء اقتصاد وطني عبر جرائم الحصار والتحكم في المعابر ومنع وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية .
يأتي ذلك في ظل استمرار حالة الانقسام السياسي وسط غياب نظام حماية اجتماعية في فلسطين، وغياب سياسات الحكومة الفاعلة لدعم عمال قطاع غزة ومعالجة الانهيار المتسارع في سوق العمل.
في السياق ذاته، يواصل الاحتلال الإسرائيلي امعانه الاستهداف للمدنيين والاعيان المدنية وتدمير معظم القطاعات الاقتصادية وفرض الحصار والعقوبات الجماعية على سكان غزة .
وهوالأمر الذي أدى الى أن يعيش سكان القطاع على مدار عام ونصف في ظروف غاية في السوء والكارثية.
حيث تسببت حرب الإبادة الجماعية في استشهاد ومقتل وفقدان 65 الف شهيد، واصابة 118 الف جريح من بينهم الالاف من العمال وعائلاتهم ، عدا عن تدمير اكثر من 88% من مباني ومنشأت القطاع والبنية التحتية ، إضافة الي مواصلة جرائم التهجير القسري لسكان القطاع .
الأمر الذي ادى الى أن يعيش العمال والمدنيين على المساعدات الشحيحة التي تدخل للقطاع او لجوء البعض منهم الاعمال البسيطة لتامين لقمة العيش.
كما أدى مواصلة دولة الاحتلال الإسرائيلي احتجاز وسرقة أكثر من 2 مليار دولار أمريكي من أموال الضرائب الفلسطينية (المقاصة) الأمر الذي تسبب في تداعيات كارثية على قدرة الحكومة على القيام بدورها في تامين رواتب موظفيها، او تقديم المساعدات للعمال الذين فقدوا اعمالها.
فيما أدت جرائم الاحتلال الإسرائيلي والقيود المفروضة على وكالة الغوث الدولية الى فقدان الالاف لوظائفهم الدائمة والمؤقتة، كما ادى قطع التمويل الدولي عن الجمعيات الاهلية الى تراجع خدماتها وتسريح الالاف من العمال فيها.
الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني(حشد)،تتوجه بالتحية الي عمال فلسطين والعالم بمناسبة يوم العمال العالمي.
كما تدين وبشدة جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق العمال الفلسطينيين والتي أدت إلي مقتل واستشهاد وإصابة واعتقال الالاف من العمال، عدا عن التسبب في ارتفاع نسبة الفقر والبطالة في أوساط العمال التي وصلت إلي ما يزيد من 95% في قطاع غزة، و50% في الضفة الغربية، واستمرار التحكم في الاقتصاد الفلسطيني ومن خلال الحصار وإغلاق المعابر والسيطرة على الموارد الفلسطينية والقرصنة على أموال الضرائب الفلسطينية ومواصلة حرب الإبادة الجماعية وتدمير كافة المنشآت الاقتصادية والتجارية والزراعية والصناعية والخدمية في قطاع غزة والضفة الغربية .
وهو ما ادى الى خسائر مباشرة وغير مباشرة تزيد عن 55 مليار دولار وفاقم من اعتمادية العمال وسكان القطاع علي المساعدات الانسانية الشحيحة المقدمة من المؤسسات الدولية ، فأنها تسجل وتطالب بما يلي :
*الهيئة الدولية (حشد)*: تدعو المجتمع الدولي والنقابات العمالية وأحرار العالم لتفعيل التحركات الشعبية والحرك الاحتجاجي والاضرابات العمالية تضامنا مع عمال فلسطين ولحث دول العالم للقيام بواجباتها الأخلاقية والقانونية للضغظ على دولة الاحتلال الإسرائيلي لوقف حرب الإبادة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والزام دولة الاحتلال الإسرائيلي للقيام بالتزاماتها القانونية تجاه العمال الفلسطينيين وتعويضهم.
ذلك مع وتفعيل التحركات النقابية من نقابات العمل في العالم لمقاطعة دولة الاحتلال وفرض العقوبات عليها ومحاسبه قادتها وجنودها على جرائمهم بحق العمال الفلسطينيين والمدنيين الفلسطينيين امام القضاء الدولي ، ومواصلة تقديم الدعم الإنساني لعمال فلسطين وتبني عائلاتهم .
كما تدعو السلطة الفلسطينية لتحمل مسؤوليتها تجاه عمال فلسطين ودعمهم وتعزيز صمودهم وحماية الحقوق العمالية، وتطوير سياسية وطنية تضمن توفير الحماية الاجتماعية للعمال وعائلاتهم بما في ذلك انشاء صندوق خاص لدعم العمال.
في الوقت الذي تتضامن فيها مع وكالة الغوث الدولية في مواجهة الاستهدافات الإسرائيلية والأمريكية وتطالب المجتمع الدولي بدعم وتمويل عمل وكالة الغوث الدولية، فأنها تدعوها الى مراجعة قرارات فصل معظم موظفيها النازحين قسرا في مصر، وإعادة تفعيل برامج التشغيل المؤقت، وزيادة الدعم والمساعدات لأسر العامل والعاطلين عن العمل، بما يعزز حماية حقوق وكرامة اللاجئين الفلسطينيين.
كما تدعو الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ودول العالم الحر والمنظمات الدولية الى تعزيز الدعم للسلطة ولمؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية والقطاع الخاص ونقابات العمال لتطوير تداخلاتهم الإنسانية والقيام بدورهم في دعم صمود العمال وعائلاتهم في فلسطين.