1113

0

علي السمودي.. صحافي المخيمات الذي لا تكفّ اعتقالات الاحتلال عن مطاردته

  

بن معمر الحاج عيسى

فجر الثلاثاء، لم تكتفِ قوات الاحتلال الإسرائيلي باقتحام منزل الصحافي الفلسطيني المخضرم علي السمودي (55 عاماً) في حي الزهراء بمحاذاة مخيم جنين، بل حوّلت فضاءَ منزله إلى مسرح للتحقيق الميداني المُركّز، حيث أمضت نصف ساعة في تفتيش الغرف بعنف، مُحطّمةً محتوياتها، قبل أن تقتاده إلى مركبتها العسكرية دون إفصاح عن وجهته، تاركةً عائلته في دوامة من القلق على مصير رجلٍ اعتادت سجون الاحتلال وجهوده القمعية منذ انتفاضة الحجارة عام 1987.

ابنه محمد، الذي التقط أنفاسه ليُخبر "العربي الجديد" بتفاصيل الاقتحام، لم يكن يتحدث عن غريب، بل عن أبٍ اختبر سابقاً مرارة الاعتقالات المتكررة، وتعرّض لإصابات عدّة أثناء تغطيته الميدانية الحثيثة لأحداث المخيم، أبرزها إصابته خلال اللحظات التي رافق فيها الصحافية الراحلة **شيرين أبو عاقلة** قبل ثلاث سنوات، حين سقطت برصاص الاحتلال وهي تُوثّق جرائمه.  

اليوم، يعمل السمودي مراسلاً لصحيفة القدس، بعد أن أمضى سنواتٍ طوالاً مراسلاً لقناة الجزيرة، حيث حفر اسمه في ذاكرة المشهد الإعلامي الفلسطيني كـ"صوت المخيمات" الذي لا يكلّ عن نقل معاناة أهله، حتى تحوّل بنفسه إلى هدفٍ دائمٍ لقمع الاحتلال الذي اعتقل – وفق معطيات حصل عليها "العربي الجديد" – 179 صحافياً منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما بين محتجزٍ لساعاتٍ وأخر قضى أشهراً خلف القضبان، بينما لا يزال نحو 50 منهم رهن الاعتقال حتى اللحظة. السمودي، الأب لأربعة أبناء، لم يعد مجرد رقمٍ في هذه الإحصائية، بل تحوّل إلى رمزٍ لاستمرار سياسة التكميم التي تمارسها آلة الاحتلال ضد كل صوتٍ يُزعج روايتها، ففي كلّ اعتقالٍ جديدٍ له، تُعيد إسرائيل تأكيد رسالتها: الصحافة ليست جريمة، إلا إذا كشفت جرائمنا.

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services