54

0

أعتاب سنة دراسية جديدة.. عنوان خطبة الجمعة لنهار اليوم

تناولت خطبة الجمعة ليوم 19 ربيع الأول 1447هـ الموافق لـ 12 سبتمبر 2025م، عنوان، على أعتاب سنة دراسية جديدة.

ماريا لعجال 

وحسب ما نشرته وزارة الشؤون الدينية والأوقاف عبر صفحتها، على موقع فايسبوك للتواصل الاجتماعي وتحت وسم صدى المنابر، فان الخطبتين جاءتا كالتالي: 

الخطبة الاولى: 

الحمد لله الذي أنار القلوب بذكره، وطمأن النفوس بكتابه، وأرسل خير خلقه رحمة للعالمين، أحمده سبحانه وأشكره وأستعينه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.

أما بعد عباد الله نعيش هذه الأيام نفحات ربيع الأنوار، شهر ميلاد سيد الأبرار ﷺ، الذي أرسله الله رحمة وهداية، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ ويصادف هذا الحدث المبارك بداية عام دراسي جديد، يجتمع فيه نور الرسالة المحمدية مع نور العلم والتعلم، لنبني أجيالا صالحة، تعبد ربها، وتحب نبيها، وتخدم وطنها. عباد الله، إن أعظم ما يُغرس في القلوب هو محبة الله ورسوله ﷺ، فهي أصل الإيمان وأساس النجاة، قال تعالى:﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾ وقال النبي ﷺ(لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين) فلنغرس في قلوب أبنائنا هذه المحبة الصادقة، ولنربطهم بذكر الله وتلاوة كتابه، قال تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ ومن شبَّ على حب الله ورسوله، عاش مطمئنا، ومات سعيدا، وبُعث مع الذين أنعم الله عليهم. عباد الله ومع انطلاقة العام الدراسي، علينا أن نذكّر أبناءنا بفضل طلب العلم، فالعلم نور، والجهل ظلام، وقد رفع الله مكانة العلماء، فقال سبحانه فقال سبحانه: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ وقال رسول الله ﷺ: «من سلك طريقًا يلتمس فيه علما، سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة)فليستغل أبناؤنا هذه الفرصة، وليجعلوا نيتهم في طلب العلم خالصة لله، وليعلموا أن الأمة لا تنهض إلا بسواعد العلماء والمخلصين. عباد الله وإن من أعظم الواجبات في هذا السياق، مسؤولية الأولياء تجاه أبنائهم، فهم أمانة بين أيديهم. قال ﷺ:«كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم )فليحرص الآباء والأمهات على تربية أبنائهم تربية صالحة، ومرافقتهم سلوكيا وأخلاقيا، فإن غرس القيم في النفوس في الصغر، أثبت في الكبر. عباد الله ومما ينبغي التنبيه إليه في هذه المناسبة، أن شباب الأمة هم عمادها وقوتها، فلا يجوز أن يقضوا أعمارهم في الكسل والبطالة، بل عليهم أن يجتهدوا في طلب الرزق الحلال، وأن يتعلموا الحرف والمهن النافعة، ليكونوا عناصر منتجة نافعة لمجتمعهم. قال الله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ وقد كان نبينا ﷺ يعمل في رعي الغنم ثم في التجارة قبل البعثة، وكان الصحابة رضوان الله عليهم يتقنون الحرف والمهن، فهذا حدّاد، وذاك نجّار، وآخر تاجر، ولم يكونوا عالة على غيرهم. وقال النبي ﷺ(لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة من حطب على ظهره، فيبيعها فيكفّ بها وجهه، خيرٌ له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه) فلْيعلم شبابنا أن الكرامة في العمل، والشرف في الكسب الحلال، وأن السعي في طلب الرزق عبادة، إذا اقترن بالنية الصالحة، قال رسول الله ﷺ: «ما أكل أحد طعاما قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده)

فيا شباب الإسلام، اجعلوا من العلم سلاحا، ومن العمل وسيلة، ومن الحرف والمهن طريقا للعطاء، تسدّون به حاجتكم، وتنفعون به مجتمعكم، وتبنون به وطنكم.

الخطبة الثانية

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله.عباد الله من الواجب علينا كذلك أن نربي أبناءنا على حب الوطن، فهذا البلد هو مهد نشأتهم، وموطن آبائهم وأجدادهم. وقد وقف النبي ﷺ على مشارف مكة، فقال: «والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت) وفي ذلك درس بليغ في حب الأوطان والوفاء لها. وحب الوطن ليس شعارات تُرفع، بل هو عمل وإخلاص، وتفانٍ في طلب العلم، وبذل الجهد في خدمة المجتمع، وصيانة مكتسباته، والغيرة على وحدته وأمنه.فلنغرس في نفوس فلذات أكبادنا أن حب الوطن من الإيمان، وأن خدمته عبادة، وأن الحفاظ على أمنه أمانة، وأن التضحيات التي قدّمها الشهداء في سبيله دين في أعناق الأجيال.اللهم اجعل أبناءنا وبناتنا قرة أعين لنا، وبارك في دراستهم، ووفقهم في طلب العلم النافع والعمل الصالح.اللهم ارزقهم حبك وحب نبيك ﷺ، وحب الوطن، وحب العمل الذي يرفع راية الدين.اللهم اجعلهم هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين.اللهم احفظ بلدنا الجزائر من كل سوء، وبارك في أمنه واستقراره، ووحد كلمته واجمع شمله، وانفع به سائر بلاد المسلمين.عباد الله،﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services